عقب الكساد الكبير الذي ضرب العالم في عام 1929 تباري الإقتصاديون في إيجاد السبل للخروج من هذه الأزمة فنشات نظريات ومفاهيم جديدة واستراتيجيات تهدف كلها إلي إرضاء المستهلك وتشجيعه علي الشراء وسأتكلم هنا عن إستراتيجية هامة ... هي إستراتيجية الترويج وهي الإستراتيجية الخاصة بتعريف المستهلك بالسلعة وخصائصها والخدمات المقدمة بعد إقتناء المستهلك للسلعة وهو ما يعرف بخدمات ما بعد البيع ومن ثم نشأت فكرة التعهد أو الإلتزام المكتوب من قبلالبائع أو المنتج الي المستهلك ومقتضاه يلتزم البائع أو المنتج بتغيير السلعة او المنتج المبيع حالوجود عيب أو تلف بالشيء المبيع مع تحمل كافة مصاريف نقل السلعة الي مراكز البيع او الإنتاج ثم إعادة السلعة الجديدة الي محل سكن المستهلك وأيضا علي نفقة البائع أو المنتج مع الإعتذار اللازمله أو تعويضه في شكل خصومات أو هدايا عند معاودته الشراء من نفس البائع أو المنتج । هذا يا سادة باختصار مفهوم الضمان السلعي الذي يقدمه البائع أو المنتج للمستهلك أو العميل عند شرائهالسلعة المعينة ॥ فهل هذا هو الذي نراه في مصر ؟ الحقيقة أننا نجد قطعة من الورق تسمي شهادة مكتوبعليها شهادة ضمان ولكن هذه الورقة لا تساوي حتي قيمة المداد الذي كتبت به وكلنا تعرضنا لمثلهذا الهراء في باديء الأمر ولكن عندما وجدنا عيبا أو تلفا في السلعة التي إشتريناها وأبلغنا البائع بهذا الآمر ماذا حدث وماذا قال لنا ؟ أولا رد عليك أو قابلك إذا ذهبت إليه شخصيا بوجه غيرالوجه الذي قابلك به أول مرة عندما أشتريت منه السلعة وأعطيته القيمة , ثانيا يطلب منك أن تتوجهإلي مركز كذا أو شركة كذا بعتبارهم هم المسئولون عن الضمان , وهنا عليك حمل السلعة ينفسكتليفزيونا كان أم بوتاجازا مثلا وعلي نفقتك الشخصية ثم يطلب منك شخص هناك أن تدفع مبلغا منالمال قيمة ما أخترعوه أو سموه كشفا , كشف علي ماذا ؟ كشف علي السلعة لتحديد العيب ثم يطلب منك الحضور بعد أسبوع , وبعد أسبوع يخبرك أن الجهاز او السلعة مطلوب لها قطعة غيار تلفت وسعرها كذا وإذا سألته أليست السلعة في فترة الضمان بادرك بأن هذه القطعة التالفة خارج الضمان والشركة غير مسئولة عنها وعليك أن تدفع , ولا تجد مفرا من الدفع وياليت يقتصر الأمر علي هذا الحد بل تعاود السلعة التوقف عن العمل بسبب عطل آخر وهكذا عليك معاودة رحلة المعاناة من جديد , وعليه فإني لست متجنيا عندما قلت أن شهادات الضمان التي يصدرها البائع أو المنتج في مصر هي شهادات الوهم التي يروج لها دائما حتي تتم عملية الشراء من قبل المستهلك ولا يهم ماذا يجري بعد ذلك طالما أن المستهلك لا يجد من يحميه وشكرا لكم
عبد المنعم عمر