أكبر سرقة في التاريخ حدثت في مصر
سرقات كثيرة حدثت وما زالت تحدث في مصر وفي كثير من الدول حول العالم ولكن أشهر حادث سرقة حدث في مصر هو سرقة أداة التشريع والذي قام بهذه السرقة هو نظام مبارك وزبانيته .. ومن المعلوم أن السارق عادة يسرق فردا أوحتي بنكا ولكن سرقة أداة التشريع لم تحدث إلا في البلاد العربية بشكل عام وفي مصر بشكل خاص وبشكل فذ مستفز .. فأداة التشريع ( البرلمان ) تذكرني بالفانوس السحري الذي يخرج منه العفريت ويحقق لصاحب الفانوس أي طلب يطلبه .. ولكن هذا العفريت عاجز عن تحقيق بعض الطلبات كطلب قتل أحد مثلا وعليه فإن أداة التشريع هي أقوي من عفريت الفانوس فبواسطتها يستطيع الحاكم الفرد أن يفعل أي شيء يسجن هذا ويقتل ذاك وكله بالقانون أو بأداة التشريع التي تصيغ القانون وبأداة التشريع هذه يستطيع الحاكم العبث بالدستور وتغيير بعض مواده لصالحه او صالح أحد من أبنائه ويستطيع الإستيلاء علي مؤسسات الدولة بأكملها كمؤسسة الأعلام والمؤسسة التعليمية والعلاجيه وغيرها وكله بالقانون بموجب العصا السحرية لأداة التشريع أو قل مطبخ التشريع الذي يهيمن عليه أمهر الطهاة الذين يطبخون بعض القوانين بأسرع ما تنهي ربة أي بيت طعاما ولو حتي ولو كان لسلق بعض البيضات .. مطبخ التشريع الذي كان يرأسه الشيف فتحي سرور .. كان هذا المطبخ جاهزا دائما لطهي أي وجبة يرغبها صاحب الفانوس السحري .. بشكل عام كانت أداة التشريع المسروقة هي واحدة من أشهر وأكبر سرقة في التاريخ إذ تم فيها سرقة أمة بأسرها بشعبها الذي يتجاوز تعداده الثمانين مليون نسمة .. كل شيء تم سرقته وبالقانون ولم يبق شيئ لم يتم سرقته غير الهواء الذي يستنشقه المواطن المصري ولو أنه هواء ملوث ولكن ماشي الحال فهو بالقدر الذي يبقي المواطن علي قيد الحياة بعد أن سرق منه حقه في التعليم وحقه في العلاج وحقه في إختيار ممثليه في البرلمان الذي صار مثل الغول والعنقاء والخل الوفي وهذه العبارة أكتفت بثلاث ولكني أستطيع القول أن هذه العبارة أصبحت تضم اربعة أشياء من المحال ان تجد لها مكان أو أصل وينبغي أن تصير كالآتي ... الغول والعنقاء والخل الوفي والبرلمان المصري .. إن نظام مبارك قد سرق أكثر من ثمانين مليون مواطن مصري ولو رجعنا إلي اشهر السرقات في التاريخ نجد أن السارق فردا كان او عصابة لم يكن يسرق إلا فردا أو بضع آلاف من حاملي أسهم البنوك التي طالما تعرضت للسرقة أما سرقة الملايين فهذا لم يحدث في مصر علي الإطلاق .. والغريب في هذه السرقة أي سرقت أداة التشريع كانت تتم بمعاونة من يناط بهم منع السرقات والقبض علي السارقين وهذا كما يقول المثل " حاميها حراميها " إن البوليس المصري وبعض القضاة من ضعاف النفوس مثل القاضي الذي أعلن عن فوز الحزب الوطني بسرقة أداة التشريع في عام 2010 اما القضاة الشرفاء وهم الأكثرية قد عبروا عن إستيائهم من عمليات التزوير التي حدثت في إنتخابات 2005 و2010 وهؤلاء كانوا مهددين بالعزل .. علي العموم هذا شأن آخر .. نعود إلي أكبر وأشهر سرقة في التاريخ العاصر وأقول أن حسني مبارك ونظامه قد طغوا كما طغي فرعون مصر في غابر الزمان حتي أهلكه الله هو وهامان وزيره وجميع أتباعه .. إن حسني مبارك لم يشكر الله علي عطيته الكريمة فقد أعطاه الله المنصب والشهرة والأبناء
والعيشة الرغدة والعمر المديد ولكن طمع الدنيا ليس له حدود وصبرعليه العزيزالحكيم المنتقم الجبار .. صبر عليه سبحانه ثلاثة عقود .. ثلاثين حولا وأمد في عمره أكثر من ثمانين حولا ولكنه لم يسأم وأختتم مقالي هذا بأبيات من شعر زهير إبن أبي سلمي :
سأمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته ومن تخطيء يعمر فيهرم
ومن لم يصانع في أمور كثيرة ... يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم