معركة الجمل الأولي عام 656 م .. أسبابها ونتائجها
معركة الجمل الأولي سنة 656 ميلاديا لا أحد من شباب ثورة 25 يمتير 2011 يعرف عنها شيئا .. لذا أري من الضروري إلقاء الضوء علي هذه المعركة ..معركة الجمل الأولي وسميت بالجمل لأن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت راكبة جملا أثناء المعركة التي نشبت بين جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان وقتها أمير المؤمنين بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وبين جيش عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير رضي الله عنهما وهما من الصحابة الأجلاء .. وكان سبب نشوب هذه الحرب هو خلاف بين الفريقين فريق علي من ناحية وفريق عائشة وطلحة والزبير من ناحية أخري .. فالفريق الأول فريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. كان يري أخذ البيعة أولا واستتباب أمن الدولة والقضاء علي الفتن والمؤمرات ثم القبض علي قتلة عثمان والقصاص منهم وبالفعل بايعه المسلمون يوم مقتل عثمان رضي الله عنه ولم يبايعه معاوية الذي ظل مستحصن بالشام وكذلك لم تبايعه عائشة أو طلحة أو الزبير وهو الفريق الثاني الذي رأي القصاص من قتلة عثمان أولا ثم إعطاء البيعة لعلي بعد ذلك وكانت هناك أسباب اخري تصب كلها في إزاحة علي بن أبي طالب عن الخلافة ونبين هنا الأسباب بالتفصيل ونتائج معركة الجمل الأولي والمراجع التي إستندت إليها وعلي الله أتوكل :
معركة الجمل الآولي (656م):
بويع الإمام علي بن أبي طالب في اليوم الذي قتل فيه الخليفة عثمان بن عفان لكن الخليفة الجديد وجد نفسه وسط بحر من التحريض والفتن والمؤامرات . وكان الثلاثي طلحة والزبير وعائشة قد اجتمعوا في مكة وقرروا التوجه إلى البصرة لأن
لطلحة والزبير فيها أنصاراً .
أسباب الثورة التي أدت إلي نشوب معركة الجمل :
1) طلحة والزبير كانا من الأرستقراطية القرشية وقد استفادا من عصر الفتوحات الإسلامية وجمعا المال والضياع والجياد , ولم يكن من مصلحتهما أن يتقلد علي بن أبي طالب الخلافة , فهو عادل ولن يسمح بالثراء غير المشروع , فهو قريب إلى الرسول ( ص ) فقال له النبي :-" أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ! غير أنه لا نبي بعدي " .
2) قيام علي بعزل جميع ولاة عثمان هذه الخطوة أثارت حفيظة الأمويين أقارب عثمان بن عفان .
3) اعتقد طلحة والزبير أن لهما نصيباً في السلطة وطمحا بأن يعينهما عليٌّ ولاة على العراق واليمن ولما انكشف لهما الأمر وخاب ظنهما انفضا من حول الإمام علي .
4) المطالبة بدم عثمان .
5) المطالبة بمحاكمة وتسليم قتلة عثمان .
6) تأخر علي بإقامة الحد على قتلة عثمان , ربما بسبب كثرتهم , والفوضى التي عمت المدينة .
7) اتهام علي بالمشاركة في قتل عثمان لتقاعسه في رد الثوار أما علي فقال :-" والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله , ولكن الله قتل عثمان وأنا معه".
8) اختلاط قتلة عثمان والمحرضين عليه في صفوف جيش علي
9) هنالك من يذهب إلى إن طلحة والزبير وعائشة خرجوا إلى البصرة لتوحيد كلمة المسلمين .
10) قيام جيش الثلاثي طلحة والزبير وعائشة بمحاربة والي البصرة المعين من قبل عثمان بن حنيف .
11) حاول الإمام علي حلّ المشكلة بالطرق الدبلوماسية والحوار وتذكيرهم بحب رسول الله له وحقه بالخلافة وبراءته من دم عثمان لكن هذه المساعي ذهبت أدراج الرياح .
12) الخلاف القديم بين عائشة زوجة الرسول وعلي بن أبي طالب .
أ. تأخر علي عن مبايعة والدها أبي بكر الصديق بالخلافة ربما بسبب حزنه على وفاة الرسول –" لما توفي رسول الله (ص) أبطأ علي عن بيعة أبي بكر فلقيه أبو بكر , فقال :-" أكرهت أمارتي ؟ فقال: لا , لكن آليت أن ارتدي بردائي إلى الصلاة حتى أجمع القرآن " .
ب. بسبب حديث الإفك ومطالبة علي بن أبي طالب للرسول بأن يطلق عائشة , حتى جاءت الآيات الكريمة تثبت براءة زوجة الرسول عائشة من كل الشبهات .
نتائج معركة الجمل :
1) انتصار جيش علي .
2) مقتل طلحة والزبير , وكان الزبير بن عوام قد لمح الخسارة في صفوف جيشه وانسحب إلا أن رجلاً تعقبه وقتله رحمة الله عليه وهو يصلي خارج المعسكر واسمه عمرو بن جرموز أما طلحة فقد رماه مروان بن الحكم بسهم فلقي ربه رحمة الله عليه .
3) قتل في المعركة عشرة آلاف من جيش البصرة ( ثلث الجيش ) وخمسة آلاف من جيش علي بن أبي طالب ( ربع الجيش ) .
4) وقوع عائشة رضي الله عنها في الأسر بعد عقر جملها فأكرمها علي رضي الله عنه وأرسلها مع أخيها محمد بن أبي بكر الذي حارب إلى جانبه إلى مكة .
5) انتقال مركز الخلافة الإسلامية من المدينة إلى الكوفة , من شبه الجزيرة العربية إلى أطراف الدولة الإسلامية .
6) دخل علي البصرة وعاتب أهلها على موقفهم المعادي , وتقبل البيعة منهم .
7) تصالح علي مع عائشة التي انسحبت من المسرح السياسي حتى ماتت سنة 58 هجري .
8) دانت جميع الأمصار الإسلامية لحكم علي عدا الشام بقيت تحت إمرة معاوية بن أبي سفيان .
9) سياسة علي التسامحيّة اتجاه أعدائه , فقد أطلق سراح الأسرى الذين لجأوا إلى معاوية في الشام .
10) القضاء على الهالة المقدسة حول الخليفة والخلافة الإسلامية .
11) الاعتماد على السيف لفض النزاع بين المسلمين .
12) استعداد علي لملاقاة معاوية بن أبي سفيان الذي كان يُجَهِّز له , لولا وقعة الجمل.
13) رأفة علي بأعدائه , فقال في خطبته قبل القتال :-" أيها الناس إذا هزمتموهم فلا تجهزوا على جريح , ولا تقتلوا أسيراً , ولا تتبعوا مولياً , ولا تطلبوا مدبراً , ولا تكشفوا عورة , ولا تمثلوا بقتيل , ولا تَهتكوا سراً" .
المراجع :
(1) - المسعودي , مروج الذهب , ج 2 , ص 347 .
(2) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 27 .
(3) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ص 118 .
(4) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 343 .
(5) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص30 .
(6) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 155 .
(7) - محمد العربي الشباني , تحذير العبقري , ص 23 .
(8) - ن.م , ص 24 .
(9) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304 .
(10) - ن.م , ص 304 .
(11) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 30 .
(12) - السيوطي , تاريخ الخلفاء , ص 164 – 165 .
(13) - نبيه عاقل , تاريخ خلافة بني أمية , ص 31 .
(14) - أبو بكر بن العربي , العواصم من القواصم , ص 304 .
(15) - فواز بن سراج عبد القفار سيرة شهداء الصحابة ص 84 .
(41) - المسعودي , مروج الذهب , ص 358 .
كتبه الكاتب / عبد المنعم عمر