مبارك لم يكن رئيسا لمصر في يوم من الأيام بل هو مستعمر شرس سخر كلشيئ في الدولة لحسابه الخاص وحساب كهنته .. كنا نسمع ونحن صغار أن المستعمر الأجنبي يستنزف خيرات البلاد كالإستعمار الأنجليزي لمصر الذي بدأ عام 1982 وإنتهي عام 1954كان المستعمر الإنجليزي يستولي علي القطن المصري طويل التيلة بأبخس الأسعار ويصدره إلي يورك شاير وهامب شاير حيث يغزل وينسج ويصنع ثم تصدره لدول العالم ومنها مصر كمنتجات صناعية باهظة الثمن .. كما كان يسيطر علي قناة
السويس لخدمة بريطانية العظمي أثناء الحرب العالمية الثانية .هذا هو الإستعمار الذي عرفناه ولكن حسني مبارك إخترع شكلا آخرمن الإستعمار هو الإستعمار المحلي .. وما كان يفعله الإستعمار الأجنبي فعله الإستعمار المحلي وزيادة حيث إستولي علي الأرض والبشر وأعمل السلب والنهب والقتل هو وأسرته وإذنابه خربي الذمة وما بقي شيء للشعب غير الفتات .. كان المستعمر الإنجليزي يطلق الرصاص الحي علي المتظاهرين المطالبين بالإستقلال كان شعار المتظاهرين وقتها هو الإستقلال التام أو الموت الزؤام ..إنها صورة بالكربون لما فعله المستعمر المصري عندما كان المتظاهرون يهتفون الشعب يريد تغيير النظام عز علي المستعمر المحلي والمندوب السامي المصري حسني مبارك أن ينصت إلي هذا النداء فبعث بجحافل الأمن المركزي المدججة بالعربات المصفحة تدهس المتظاهرين وتلقي بقنابل الغاز وخراطيم المياه ثم بالرصاص الحي في الراس والصدر ليقمع هذه التظاهرات ولكن شاء السميع العليم أن ينصر الشعب في يوم 25 يناير 2011 وبدعم وتأييد من جيش مصر العظيم وبالرغم من أن فاتورة الثورة كانت باهظة التكاليف أكثر من ألف شهيد وأكثر من ثمانية الف جريح .. بالرغم من ذلك عاشت مصر في عيد ليلة 25 من يناير عام 2011 إحتفالا بثورة عظيمة شهد بها القاصي والداني.. وما دمنا نقارن بين الإستعمار المحلي والإستعمار الأجنبي أقول أن الإستعمار الإنجليزي لم يقتل هذا العدد من الشهداء ولا جرح مثل هذا العدد من الجرحي في يوم واحد ..المستعمرون المحليون خلال الثلاثة عقود الماضية لم يكن لهم أولويات غير تثبيت دعائم كرسي الرئاسة وسلب ونهب أموال الشعب بالمليارات ومن أجل ذلك قتلوا وجرحوا وكذبوا وخدعوا وفسدو وزوروا .. لك الله يا مصر ولك شبابك الغض النضير .. حافظوا علي ثورتكم وعضوا عليها بالنواجز ثم أبدأوا
بناء مصر الحديثة لتصنعوا الأمجاد بعدما قضيتم علي الفساد .والله المستعان .
كتبه الكاتب / عبد المنعم محمد عمر