السبت، ٢ أغسطس ٢٠٠٨

إعادة منهجة التربية في الأسرة ضرورة ملحة لمحاربة التطرف


إعادة منهجة التربية في الأسرة ضرورة ملحة لمحاربة التطرف
التعصب والتطرف الديني هو الذي يؤدي إلي هذه الأحداث المؤسفة بين المسلمين والمسيحيين بين الحين والحين وليس هناك من سبب لهذا التعصب والهوس الإ سبب واحد وهو السبب البعيد أي أننا دائما ننظر الي الأسباب القريبة كزريعة لتلك الأعمال مثل الحالة النفسية للجاني مثلا أو الضغوط المعيشية وما الي ذلك ॥ اعود الي السبب البعيد وأقول أنه التربية الخاطئة للأطفال منذ الصغر والتي تقوم علي بث روح الكراهية للآخر بشكل عام ولمن يخالفنا في الدين او العقيدة بشكل خاص فالطفل الصغير عندما يجد والديه يتناولون الآخر بسوء ويرمونه بالكفر والإلحاد ويسفهون من ليس من دينهم ينشأ الطفل وتنشأ معه عقدة الكراهية لمن ليس يدين بدينه او يتبع عقيدته كما أن بعض العمائم من يدعون أنهم رجال دين يؤكدون دائما علي فكرة تكفير الآخر ويدعمونها بتأويلات خاطئة من النصوص أي صرف اللفظ عن ظاهره إلي معني يتفق وما يدعون إليه من تطرف وبما أن الشعب المصري شعب متدين بطبعه والدين عاطفة تنفذ الي القلوب بسرعة فأنه يقبل هذه الأفكار التي سرعان ما تتحول إلي أفعال عندما يكبر الطفل ويصير شابا.. هذه الأفعال التي نراها من حين الي حين ما هي إلا التنفيس الطبيعي لبركان التعصب والكراهية والغضب لمن يخالفنا في الدين أو المنهج أو حتي في الفكر السياسي ولن تتوقف مقذوفات هذه الحمم الا بإعادة منهجة التربية في البيوت لجيل جديد يعتنق فكرة المواطنة داخل الدولة المدنية فالدين لله والوطن للجميع ويا طالما عاش المسلمون والأقباط في نسيج واحد عبرالقرون وكانوا اخوانا متحابين وليس أدل علي ذلك من خروج المسلمون والأقباط في ثورة 1919 يهتفون بسقوط المستعمر الإنجليزي ويطالبون بالإفراج عن زعيم الأمة سعد باشا زغلول ورفاقه بعد أن نفاهم الإنجليز وكان رصاص المستعمر لا يفرق بين مسلم ومسيحي فالكل في حب مصر سواء وحروب مصر مع اسرائيل كان المسلم والمسيحي يدافعان عن الوطن من أجل الوطن أنه وطن الجميع لا فرق بين دين وآخر , هكذا ينبغي تعليم الصغار كيف نحب وطننا الذي يحمينا جميعا والذي لا يفرق بين مسلم فكلاهما مصري وأني أهيب بالمشرع المصري أن يلغي خانة الديانة من الرقم القومي فلا مجال لها هنا إن كنا جادين في حل عملي لمحاربة التطرف ودرء الفتنة , علموا أولادكم كيف نحب , علموهم كيف نستبدل الكراهية بالحب فبالحب وحده يسود الوئام والسلام وأخيرا الله محبة ।

عبد المنعم عمر

ليست هناك تعليقات: