الاثنين، ٤ أغسطس ٢٠٠٨

الفكر السائد لدي البنوك المصرية وأسلوب تعاملها مع الجمهور !!!


الفكر السائد لدي البنوك المصرية وطريقة تعاملها مع الجمهور

نعم البنوك في مصر تطورت في السنوات الأخيرة من حيث الشكل والديكور والصالات المكيفة ولكن كل ذلك ما زال يدار بفكر عتيق متخلف وأول دليل علي ما أقول هذه الدكك أو الكراسي التي تجدها في صالات التعامل أمام الشبابيك , أقول أن هذه صورة قديمة أيام النحاسة الرقمية التي كانت تعطي للعميل بعدها يجلس وينتظر حتي ينادي عليه وبالمناسبة بعض البنوك الآن قد استبدلت هذه النحاسة برقم ورقي يعطي للعميل عند دخوله البنك ثم يجلس وينتظر ظهور رقمه علي لوحة أعلي الشباك , وهذا أيضا أسلوب متخلف ولا يأتي بجديد كل ما هناك إستبدال رقم علي قطعة نحاس برقم علي قطعة ورق وكلاهما يعني أنك سوف تنتظر وكونك تجلس وتنتظر هذا معناه أن هناك بطء في إجراءات إنهاء معاملة العميل وفي هذه النقطة تحديدا فقد شاهدت في العديد من البنوك المصرية علي خلفية دراسة قمت بها لتقييم سرعة إنجاز معاملة العملاء في البنوك المصرية أن عدد الشبابيك في كل بنك أو فرع بنك تقريبا عددا وافيا يتراوح بين 3 إلي 5 شبابيك ولكن هذه الشبابيك لا يشغلها إلا موظف واحد أو أثنين علي الأكثر أما باقي الشبابين فهي خالية أو مغلقة تماما لماذا ؟ هل هو نقص في عدد العاملين أو أن العاملين يزوغون أثناء مواعيد العمل الرسمية , هل هو نوع من الإقتصاد في تكلفة أداء الخدمة للعملاء أما أنهم لا يجدون موظفين من خريجي كليات التجارة. في تقديري أن السبب هو ضعف الرقابة فأعداد العاملين الذين يجلسون علي المكاتب في الخلفية رهيب , صحيح أنهم يقومون ببعض الأعمال الكتابية التي أنتهت من العالم كله وبعد ذلك لا شاغل لهم غير تبادل الأحاديث فيما بينهم أو قراءة الجرائد وتناول القهوة والشاي ... إن المسئولية في بطء إجراءات انهاء معاملة العملاء هو مسئولية المديرين المنوط بهم وضع الخطة المناسبة لتسهيل الإجراءات ثم متابعة هذه الخطة ومعالجة اي إنحراف بها أولا بأول ولكن السادة المديرين يقبعون في حجراتهم المكيفة ولا يهتمون بما يجري في الصالات معتمدين علي رؤساء الأقسام الذين هم أيضا في حاجة الي متابعة وفقا للخطة الموضوعة - إن كان هناك خطة لأن رؤساء الأقسام لا يعترفون بأي قصور يعتري أقسامهم ودائما أقسامهم في احسن حال من وجهة نظرهم وليس من وجهة نظر واقعية أو رقمية علي خلفية المحددات بالخطة الموضوعة أما عن معاملة الجمهور داخل البنوك المصرية فحدث ولا حرج حتي البنوك الإستثمارية لا تخلو أيضا من جفاء وصلف من قبل العاملين بها وبالأخص من يتعاملون مباشرة مع الجمهور من خلال الشبابيك وأؤكد هنا أن المشكلة ليست في نوعية البنوك ॥ قطاع عام أو بنوك استثمارية وإنما المشكلة تكمن في الفكر البالي الذي يدير النشاط وغياب الفكر المتطور الذي أخذت به كل الأنشطة الأقتصادية في العالم ... إن المفهوم الإقتصادي السائد في الأنشطة المصرية بشكل عام هو المفهوم القديم ويطلق عليه المفهوم البيعي أو الإنتاجي ويعني أن كل ما يقدمه المشروع من سلع وخدمات مباع دون ما إعتراض من قبل المستهلكين وهو المفهوم الذي كان سائدا قبل سنة 1929 وهي السنة التي حدث فيها الكساد العالمي أما بعد هذا التاريخ تبنت الإقتصاديات العالمية مفهوم جديد يسمي المفهوم التسويقي الحديث ومؤداه إنتاج أو تقديم الخدمة وفق رغبات ومتطلبات العملاء وما تلي ذلك من مضامين جعلت المستهلك ملكا وأعطته أحقية الصواب دائما بعبارة مشهورة । العميل علي حق دائما । أما ساعات العمل في البنوك المصرية فهي قليلة॥ فجميع البنوك توصد أبوابها في وجه العملاء في تمام الساعة الثانية ظهرا وهذه المواعيد ليس لها مثيل في العالم فالبنوك في الولايات المتحدة مثلا تعمل من التاسعة صباحا حتي الرابعة مساء وبعضها يعمل حتي السادسة مساء وجميع البنوك تعمل يوم السبت من الساعة العاشرة حتي الساعة الواحدة ظهرا , أما البنوك المصرية فهي تعمل من التاسعة صباحا حتي الثانية مساء وتوصد أبوابها يومي الجمعة والسبت ولا تجد بنكا واحدا يعمل يوم السبت ولو لبضعة ساعات وللحقيقة استثني بنكا واحدا في مصر هو البنك العربي الأفريقي فهو يعمل من التاسعة صباحا حتي الخامسة مساء يوميا ।موضوع البنوك المصرية موضوع يكثر فيه الكلام لأنه يمثل قطاع عريض من النشاط الإنساني في مصر ويهم بالدرجة الأولي الجمهور المصري الذي يعاني كثيرا من السلبيات داخل البنوك المصرية علي إختلاف أنواعها وأشكالها المكيف منها وغير المكيف ولي مداخلة أخري في هذا الخصوص قريبا انشاء الله ।
عبد المنعم عمر