الأربعاء، ١٣ أغسطس ٢٠٠٨

قانون المرور الجديد يلزم تفعيله وإلا !!







قانون المرور الجديد قانون رائع ولكن يلزم تفعيله وإلا صار كلمات بحبر علي ورق ,, إذن دعنا نتكلم عن كيفية تفعيل هذا القانون । في الحقيقة كان ينبغي القيام بعدد من الإجراءات أهمها إقامة بنية أساسية مرورية كاملة , تشمل إشارات ضوئية أتوماتيكية تنظم الحركة المرورية بالكومبيوتر । واسمحوا لي أن أستطرد في شرح هذه النقطة تحديدا , الإشارات الضوئية يمكن التحكم في تشغيلها من حيث تتالي ظهورالإشارات الخضراء في شكل يسمح بإنسياب المرور وفي نفس الوقت إجبار السائق علي الإحتفاظ بسرعة قانونية محددة بحيث إذا تجاوز هذه السرعة لن يستفيد شيئا ولن يوفر وقتا حيث أنه سيضطر إلي التوقف في الإشارة التالية لعدم تحولها بعد إلي اللون الأخضر هذا النظام يعمل به في ساعات الذروة । وهناك العديد من طرق التحكم في عرض أو تشغيل الإشارات الضوئية منها متتالية السبعة سبعة أي سبعة خضراء يقطعها السائق دفعة واحدة وعند نهاية السبعة الأولي تتحول السبعة التالية من حمراء الي خضراء , أما الإتجاه الآخر بفرض أن الطريق ذهاب وإياب فيكون أبطأ بعتبار أنه عكس الحركة المرورية أي الحركة المرورية أقل كثافة । نأتي بعد ذلك لأماكن عبور المشاه - والمشاه في مصر مظلمون ولا أحد يهتم بسلامتهم ألهم إلا بعد الكباري والأنفاق المخصصة للمشاه الأصحاء والشباب فقط أما كبار السن والمعوقين والسيدات التي يحملن أطفالهن علي عربة أطفال فلا أحد يهتم بكل هؤلاء - أماكن عبور المشاه ينبغي تخطيط المساحة التي يعبر عليها المشاه بخطوط عريضة بيضاء لا ينبغي لأي سائق تجاوزهذه الخطوط وإلا تعرض للمساءلة كما ينبغي تواجد إشارة ضوئية أتوماتيكية خاصة بالمشاه تسمح بالسير عند ظهور الضوء الأخضر والإستعداد للتوقف عند ظهور الضوء الأصفر أما عند ظهور الضوء الأحمر مصحوبة بصورة محفورة علي زجاج الإشارة الضوئية علي شكل كف وهي تعني التوقف تماما إنتظارا لظهور الضوء الأخضر ثانية । هذا من ناحية منظومة الإشارات الضوئية وأماكن عبور المشاه نأتي بعد ذلك إلي منظومة الخطوط علي الأسفلت الموضحة لحدود الحارات المرورية - للأسف لا أحد في مصر تقريبا يعي ماهي الحارة المرورية - ولتوضيح مساحة كل إتجاه أذا كان الطريق يتضمن إتجاهين ذهاب وإياب । نأتي بعد ذلك لمنظومة اللواحات الإرشادية وهي كثيرة كلوحة ممنوع الدخول ولوحة تحديد سرعة السير علي الطريق ولوحة ممنوع الوقوف وأخري ممنوع الإنتظار ولوحات أخري كثيرة وعلي درجة كبيرة من الأهمية لسائق المركبة । وبالطبع لا يجوز إنشاء هذه المنظومات وتبقي الشوارع والطرق غير ممهدة ومهيأة بأسفلت جيد يقاوم الحرارة والبرودة ويبقي عمرا أطول مع الصيانة الدائمة عند حدوث أي خلل في الطريق । بعد ذلك يمكن توقيع العقاب الذي سنه المشرع في قانون المرور الجديد ولكن تبقي نقطة مهمة وهي كيف الإمساك بالمخطيء الذي لا ييحترم القانون , لابد من آليه لا تسمح للمسيء بالإفلات ,, إن الآلية المعمول بها الآن هي الكمائن في بعض الآماكن وهذه آلية محدودة تعتمد علي إتيان المسيء الي رجال الشرطة في أكمنتهم ,, هذه الآلية ليست كافية ومن أجل ذلك نحتاج إلي آلية فاعلة سريعة توقع العقاب علي المتجاوز في الحال , سيارات البوليس المجهزة بأدوات الإتصال والكومبيوتر وبأعداد وفيرة والتي تستطيع مطاردة أي مخطيء والإمساك به في أي مكان ما كما هو معمول به في أمريكا وأوربا । نأتي أخيرا إلي ما قبل العقاب وماهية العقاب وهل هو فعال أم لا । قبل سن العقاب ينبغي توعية المواطنين باهمية إحترام قانون المرور لأنه شأن متعلق بحياة البشر وعلي الإعلام في هذا البلد دور هام كما ينبغي علي رجال الدين النفاذ الي قلوب الناس عن طريق التوعية الدينية لكل من السائقين والمشاه علي حد سواء । ويدخل في هذا الإختصاص أيضا التدقيق في منح رخص القيادة ومراعاة أن يجتاز طالب الرخصة إمتحانا تحريرا لا تقل نسبة النجاح فيه عن خمسة وثمانون في المائة ويجب عليه إجتياز إمتحان عملي في القيادة يسمي إمتحان طريق । بعد ذلك نأتي إلي نوع العقاب ,, أن العقاب المالي ليس فعالا بالدرجة الكافية أما عقوبة الحبس فهي فعالة ولكن ينبغي إقترانها بعقوبة أخري ومنطقية , إن الذي وصل الي درجة الحبس عقوبة عن أخطائه لا يصح أبدا أن يقود سيارة بعد ذلك مدي حياته لذا يجب الأخذ بنظام النقط المعمول به في كافة دول العالم ومؤداه وضع نقاط علي رخصة المخالف ويتوقف عدد النقاط علي نوع المخالفة فكلما أشتدت المخالفة زاد عدد النقاط علي الرخصة حتي تصل الي حد معين - في أمريكا أثني عشرة نقطة - عند هذا الحد تعتبر الرخصة موقوفة ولا يحق للمخالف تحرير رخصته من الوقف إلا بعد الذهاب الي مدرسة لتعليم القيادة واجتياز الإمتحان التحريري وإختبار القيادة من جديد أما في حالة العودة الي وضع الرخصة الموقوفة هنا تلغي الرخصة نهائيا ولا يجوز له القيادة مرة أخري بشكل مطلق । هذه آليات تفعيل قانون المرور الجديد ينبغي العمل بها وإلا صار القانون حبرا علي ورق مثل قانون منع التدخين في الأماكن العامة والمركبات أما عن الكمائن الحالية فهي شدة غربال جديد ।

عبد المنعم عمر