لماذا تأخرت مصر عن الإعتراف بالمجلس الوطني الليبي ؟؟؟
إعترفت دول كثيرة بالمجلس الوطني الليبي المؤقت وكان أو لها فرنسا وذهبت الدول الأوربية والولايات المتحدة إلي أبعد من ذلك عندما استصدرت قرار من مجلس الأمن يدين الممارسات الهمجية وضرب المدنيين من مواطني ليبيا علي أيدي كتائب القذافي والمرتزقة الذين يحاربون من أجل الماء .. أستصدرت القرار متضمنا البند السابع الذي يجيز إستخدام القوة لوقف زحف كتائب القذافي علي بني غازي مقرالمجلس الوطني الليبي المؤقت وقد كان وهبت طائرات حلف الناتو بكافة أنواعها ومنها الطائرات بدون طيار ودكت حشود كتائب القذافي وهي في طريقها الي بني غازي فأوقفت في رأي المتواضع مذبحة لو كتبت لها النجاح لصارت أكبر مذبحة في التاريخ بعد مذبحة ماري تيودو في بريطانيا .. وهنا أتسأل ماذا فعل العرب لوقف ممارسات المجنون معمر القذافي ضد شعبه .. إن الدول العربية ومنها مصر دول قصيرة النظر ولم تقرأ التاريخ جيدا كما قرأه الغرب المسيحي .. إن الشعب إذا أراد الحرية والكرامة فلا بد أن ينجح في إنتزاعها بعون الله الشعب .. وهذا هو الذي صار ظلت المعارك بين المجاهدين الليبين وبين المجرم معمر القذافي وكتائبه التي ظلت تدك المدن الليبية بالقنابل ومدافع الدبابات واستشهد من استشهد وظل الشعب علي تصميمه يحارب بأسلحة خفيفة أغتنمها من المرتزقة الذين قتلوا أو أسروا .. في الحقية لم تكن المعركة متكافئية ولكن إرادة الله فوق كل شيء ثم مساعدة الثوار من قبل حلف الناتو الذي ظل يدك حشود المرتزقة ومخازن أسلحتهم ومراكز قيادتهم .. ماذا فعلت الدول العربية لا شيء سوي متابعة الأخبار الآتية من ليبيا وكأنهم يتفرجون علي مسلسل تركي كثير الحلقات .. وللإنصاف أقول أن دولة قطر قامت بدور فعال في مساعدة الليبين الثوار عندما قامت ببيع بترول المناطق المسيطر عليها من قبل الثوار .. قامت ببيعه وتسويقه لحساب الثوار.. وللإنصاف أيضا قامت بعض الدول العربية بإجلاء المواطنين غير الليبين والذي تقطع بهم السبل للعودة إلي بلادهم .. كما قامت بعض الدول بإرسال طائرات تحمل المعونة للسكان والأجانب المحاصرين علي حدود تونس ومصر .. ولكن كل هذه المساعدات لم تكن كافية لإنقاذ الشعب الليبي في بني غازي أثناء زحف كتائب القذافي نحو بني غازي .. ونعود الآن إلي تأخر مصر في الإعتراف بالمجلس الوطني الليبي المؤقت .. لماذا ؟ الإجابة هي أن مصر لم تتعاف بعد من فيروس أبدية الحكم والإلتصاق بكرسي الحاكم هذه من جانب ومن جانب آخر عدم الفتنة وأنعدام البصر والبصيرة عما قرره التاريخ .. إنها قراءة مهمة جدا .. إن الشعب الذي يضحي بنفسه ونفيسه ويستشهد منه الآلاف هذا يعني ألا عودة إلي ما ضحي الشعب من أجله .. إنه منطق تاريخ الثورات .. وهناك ربما سبب ثالث لتأخر مصر عن الإعتراف بالمجلس الوطني الليبي المؤقت هو خشيتها أن ينتصر القذافي في النهاية ويقضي علي الثورة وهنا تكون مصر في موقف يمكن من خلاله عودة العاملين المصريين إلي ليبيا خصوصا وأن مصر تعاني من بطالة طاحنة .. الآن وقد انتصر الشعب الليبي وأطاح بالطاغوت الليبي وأبنائه .. ماذا بعد كيف يتعامل ملوك وشبه ملوك ورؤساء الدول العبربية ؟.. الإجابة ستنقلب العملة علي وجهها الآخر .. وجه التهنئة والمباركة للثورة وللحكم الجديد .. هكذا العرب مع الرائجة .. وأنا كمواطن مصري أترحم علي شهداء الثورة وهم عند ربهم يرزقون وأقدم أجمل التهنئة للثوار الليبين وأتمني لهم مستقبل مزدهر ينعم فيه الشعب الليبي الشقيق بعبق الحرية ونسيم الكرامة .. والله الموفق .
كتبه الكاتب المحاسب / عبد المنعم عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق