أين توابع الثورة يا ثوار مصر الشجعان ؟
ثورة 25 يناير 2011 كانت كالزلزال الذي هدم نظاما قويا متحصنا بملايين جنود الأمن المركزي والشرطة وحتي الجيش ناهيك عن الإعلام بكافة أشكاله .. وأعتقد أننا كمصريين متفقون وفخورين بهذه الثورة العظيمة .. ثورة المناضلين السلمية في 25 يناير وإذا أتفقنا علي أن هذه الثورة كانت زلزالا أطاح بنظام بهذه القوة فلا بد أيضا أن نعترف بأن كل زالزال له بعض التوابع .. زلازل متتابعة ولكن بدرجة أقل وتكلفة أقل .. نحن المصريين محتاجون ثورات أخري كثيرة أهمها ثورة في ثقافة المواطن المصري زز أي عاداته وتقاليده وأسلوب حياته .. دعني أوضح أكثر .. أننا محتاجون إلي ثورة الإنتاج أو يقافة الإنتاج وتنحية ثقافة الكسل واللامبالاة .. إن مشكلة مصر تكمن الندرة الإنتاجية لأننا لا نعمل وإذا عملنا لا نجيد العمل ولا نهتدي بهدي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله والذي قال ** إن الله يحب إن عمل أحدكم عملا أن يتقنه ** صدق رسول الله.. من أجل ذلك نحن في حاجة إلي ثورة إنتاجية تجعل مصر تنهض من ركدة التخلف الإنتاجي وتسرع في اللحاق بركب الدول الإنتاجية حتي نحقق لمصر وعملة مصر مكانا مرموقا وقد نهضت أمم ليست بعيدة عنا من حال العدم إلي حال الأبهة والعظمة كتركيا وسنغافورة وماليزا علي سبيل المثال وليس الحصر .. كما نحتاج إلي ثورة أخري تعود المواطن المصري علي ثقافة الإستهلاك .. إن المواطن المصري مستهلك جيد جدا وهي ثقافة موروثة أيام ما كان العشرة بيضات بقرش صاغ فقط وأقة اللحم المتاز بخمسة قروش أو أقل .. هذا زمن وأيام خلت ونحن الآن نواجه طوفانا خطيرا أو سنامي أسعار رهيب .. هل تعلمون لماذا .. الإجابة أننا شعب مستهلك وليس منتج أو بعبارة أخري نستهلك أكثر مما ننتج وقلة الإنتناج تؤدي إلي الندرة والندرة تؤدي إلي قلة المعروض من السلع والخدمات أقل من الطلب علي هذه السلع والنتيجة إرتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنوني .. نذهب إلي ثورة أخري نحن في حاجة إليها هي ثورة أو ثقافة النظافة والغريب هنا أن ديننا سواء الإسلام أو المسيحية تجعل النظافة من الإيمان .. أي من ليس نظيفا فلا إيمان له .. والنظافة أهم ما تشمل نظافة الشارع المصري وهو الترمومتر الذي تقاس به نظافة الأمم .. ونظافة الشارع المصري تواكب ثقافة المرور فالسائح يحكم علي البلد الذي يأتيها من هذين الزاويتين .. نظافة الشارع ونظام المرور المحترم .. ولأنني متقيد بعدد محدود من الأحرف في هذا المقال فينبغي الآن الختام ولعل مسك الختام قول الله عز وجل .. {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } التوبة 105
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق