الأحد، ٢١ أغسطس ٢٠١١

مصر أكثر شعوب العالم تدينا

مصر أكثر شعوب العالم تدينا

المسلمون ليسوا في حاجة إلي أي جماعة أو مجموعة تحت أي مسمي فالإسلام كامن في الصدور والقلوب منذ ما يزيد عن أربعة عشرة قرنا عندما فتح عمرو بن العاص مصر وتولي ولايتها من قبل الخليفة عمربن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه .. ينبغي علي الجماعات الإسلامية أن تقوم بالأعمال الخيرة ومساعدة الفقراء ومحاربة الأمية والكف عن تكفير هذا وذاك لمجرد أنه لا ينتمي إلي جماعتهم فالمسلمون في مصر من أشد شعوب الأرض تمسكا بدينها وعقيدتها سواء مسلمون او مسيحيون ولا أقول أقباط فكلنا أقباط أي مصريون فالقبطي هو من سكن مصر منذ آلاف السنين .. 
وعليه فالإنسان المصري ليس في حاجة إلي جماعات أو مجموعات إسلامية أو مسيحية تلبس ثوب الدين وهي في الحقيقة  تمارس السياسة بكافة أشكالها وهي تخلط بين النقيضين .. إن الدين او العقيدة في مصر ليست في حاجة إلي من يدعو لها في بلد المتدينين بطبيعتهم وسليقتهم كمن يبيع المياه في حارة السقايين ومن جهة أخري تكفل الإسلام بتحديث نفسه بنفسه وفقا لحديث  رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}. .. إن الحاجة ماسة الي من يمد أيدي العون الي الفقراء والمرضي والجهلاء في زمن تقاعست فيه الحكومات عن أداء هذا الواجب .. لذا ينبغي علي هذه الجماعات أن تهتم بهذا الشأن وبعضها يفعل ذلك فعلا ولكن علي إستحياء   كما لا ينبغي إختزال المسلمين في العالم الإسلامي بجماعة من هنا أو من هناك تحت أي مسمي.. فالإسلام فارض نفسه بقوته وتبيانه ومباديء الأخلاق التي  التي أرساها  القرآن الكريم المحفوظ من الله عز وجل {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر9 .. والتي تممها رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام منذ أكثر من اربعة عشرة قرنا يوم قال صلي الله علية وسلم .. "إنما بعثت لإتمم مكارم الاخلاق"..  صدق رسول الله  صلي الله عليه وآله .

كتبه الكاتب / عبد المنعم عمر

شرح حديث الرسول (ص) ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها )

   شرح حديث الرسول (ص) ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس 
كل مائة سنة من يجدد لها دينها )

 روي الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها  دينها ) رواه أبو داود وصححه السخاوي في "المقاصد الحسنة" والألباني في "السلسلة الصحيحة". . ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم ( يجدد لها دينها ) أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين  الذي أكمله الله لعباده وأتم عليهم نعمته ورضيه لهم دينًا بعث إليهم علماء أو عالمًا بصيرًا بالإسلام ، وداعيةً رشيدًا ، يبصر الناس  بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة ، ويجنبهم البدع ، ويحذرهم محدثات الأمور ، ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فسمى ذلك : تجديدًا بالنسبة للأمة ، لا بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله ، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة ، أما  الإسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له ، قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا  لَهُ لَحَافِظُونَ ).ولقد حدث انحراف في المائة الأولى لكنه كان انحرافاً جزئياً، ولو تتبعنا أحوال المسلمين في القرن الأول بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من السنة العاشرة إلى سنة أربعين للهجرة لوجدنا أن الأمة كانت تمشي على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم  في جميع مجالات الحياة، وهذه تسمى فترة الخلافة الراشدة التي انتهت في شهر ربيع الأول من سنة41هجرية حينما  تنازل الحسن بن علي بالخلافة لمعاوية رضي الله عن الجميع، فانتهت الأربعين السنة بما فيها فترة الخلافة الراشدة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "الخلافة الراشدة فيكم ثلاثون عاماً"، وبتولي معاوية الحكم كان أول ملوك  الإسلام ، ثم من بعده بدأ الانحراف في أساليب  الحكم والسياسة فبعث الله تعالى لهذه الأمة وأخرج لها في سنة 99 هجرية  قبل انتهاء المائة الأولى خليفة راشدا جدد لها في أساليب الحكم والسياسة، وهو عمر بن عبد العزيز حيث أعاد الحكم شورى وولى الولاية  لمن يستحقها ويقدرعليها وأعاد الأمر إلى نصابه ونشر العلم ودون السنة وألغى الضرائب وانتشر الخير في خلافته خلال سنتين أو ثلاث من عام 99 إلي عام 101هجرية حيث توفي مسموما بأيدي الغدر ومعارضي إعادة الخلافة الرشيدة علي أيد عمربن عبد  العزيز رضي الله عنه وأرضاه .. وحرصا من الخليفة العادل عمر رضي الله عنه علي الآ تصير فتنة وإقتتال بين المسلمين .. لم يشأ عمرالإدلاء بإسم قاتله  رغم إلحاح وزيره في ذلك . . وفي عهد عمربن عبد العزيز إستقام القضاء وصلحت الإدارة  فتحول الفقر  إلى ثراء عظيم، فقد كان يأمر رحمه الله الولاة بتوزيع الصدقات على المسلمين فلا يجدون محتاجاً مع مناداتهم عليها، فيقول الناس: لا نحتاج قد أغنانا الله فترجع إلى بيت المال. هذا جانب عملي للتجديد، وهو تجديد فردي، في جزء وجانب من  جوانب الدين حينما يحدث فيه نوع من الخلل والانحراف. والله أعلم .

كتبه الكاتب / عبد المنعم عمر