الأحد، ٦ نوفمبر ٢٠١١

بأي حال عدت يا عيد؟

بأي حال عدت يا عيد؟

كتب المدون / عبد المنعم عمر
هذا أول عبد للأضحي يطل علي مصر بعد سقوط نظام مبارك المخلوع .. والعيد هذه المرة يعود بحال غير حال أعياد سبقت عبر العديد من القرون .. يأتي هذا العيد  ومعه الكثير من الضبابية وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبل هذا الوطن العزيز مصر ومستقبل أبنائه .. فهناك العديد من التساؤلات حول مسارات متعددة أهمها مسار الإنتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها هذا الشهر .

يأتي هذا العيد وهناك الكثير من التصريحات المتضاربة من أصحاب الأيدوليجيات المختلفة وأهمها تصريحات السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين فيما يتعلق بالعديد من الشئون كشأن المرأة .. هل تعمل المرأة أو لا تعمل وتقبع في المنزل للطهي وتربية الأطفال .. وكذلك شأن البنوك المصرية من حيث فوائدها والجدل الذي يدور حول هذه الفوائد تارة من التحريم وتارة من الإباحة ولا ننسي الشأن السياحي وشكل السائحين المسموح لهم بزيارة مصر وهل النساء السائحات يأتين بالحجاب أم لا .. وهل يسمح للفنادق بتقديم الخمور  والسماح بألعاب الميسر أم هذا ممنوع ولتذهب السياحة إلي الجحيم وأكثر الشئون جدلا وتخوفا علي الساحة الآن هو الشأن المسيحي ولا أقول الشأن القبطي فكلنا أقباط نسكن مصر ومصر تسكن فينا ..أما عن الإنتخابات المزمع أجراؤها هذا الشهر فهي تطغي علي فرحة العيد المفقودة وأدخلت في روع كل مصري هاجس مفاده كم من الضحايا سوف يسقطون في هذه الإنتخابات التي يغيب عنها الأمن بقصد او بدون قصد وتتزايد فيها العصبيات الحزبية والعائلية والفردية ولا ننسي تربص الفلول الذين لا يسرهم إنجاح أي إنتخابات في مصر بدون شوامخ النظام السابق وكبيرهم هذا الذي يستلقي علي سرير في مستشفي 5 نجوم وهؤلاء حملة المباخر للحبر الأعظم المستلقي علي سرير في مركز طبي عالمي يكلف دافعي الضرائب المصريين الملايين من أموالهم مقابل هذه الإقامة المستفزة بينما فقراء مصر لا يذقون اللحم إلا يوم العيد .. من العيد إلي العيد علي أيدي أهل الخير في هذا الوطن العزيز .

يأتي هذا العيد والأسعار تئن من غلائها الأنواء .. فما بالكم بفقراء مصر الذين تزيد نسبتهم عن الأربعين في المائة .. كل شيء غال سلع وخدمات أسعارها ما أنزل الله بها من سلطان .. أنه طوفان الأسعار يأتي علي الأخضر واليابس .. يأتي علي الفرحة والسعادة حتي في نفوس الصغار قبل الكبار .. يأتي هذا العيد ورب الأسرة عاجز عن تلبية القليل من الإحتياجات الأسرية وما أدراك ما الإحتياجات الأسرية .. التي صارت سببا في العديد من حوادث إنتحار لرب الأسرة الذي شعر بعجزه عن تلبية هذه المطالب الأساسية للحياة .. فهانت معها الحياة .

يأتي هذا العيد وسط جبال من القمامة في كل مدينة وكل شارع وكل حارة وكل زنقة في ربوع الوطن المصري في الوقت الذي جعلت الشريعة النظافة من الإيمان ومن شعب الشريعة الإسلامية أيضا إماطة الأذي عن الطريق .. والقمامة أي أذي؟ .. أنه الأذي الأكبر .. كذلك يأتي العيد وسط إرتباكات وهوجة مرورية شديدة الوطئة جعلت من  السير الي منتزه او شاطيء عملية عذاب كبيرة وإيلام للأعصاب وأرتفاع ضغط دم مميت .. ثم أين هي المتنزهات وأين هي الشواطيء؟ للمواطن البسيط بعد ما باعت الحكومة الشواطيء في الأسكندرية وأقفرت المتنزهات بفعل فاعل ..

مما تقدم نستطيع التساؤل بأي حال عدت يا عيد؟

ليست هناك تعليقات: