العروبة الغائبة
يتحدث كثير من الناس عن العروبة ويا طالما تغني المطربون بالعروبة ويا طالما أمتدح الشعراء العروبة في أبيات شعر للأسف تظل شعرا تنتظر الفعل علي أرض الواقع .
العروبة قول كاذب يراد به خيرا .. ولكن من أين يأتي الخير وأنا كرجل مصري عربي عندما أريد زيارة بلد عربي آخر أحتاج إلي بروتوكولات أقسي من بروتوكولات صهيون ... وسأتكلم عن تجربتي الشخصية فيما يسمي العروبة أو الوحدة العربية التي هي تشابه الغول والعنقاء والخل الوفي ..
لي إبنة تعيش هي وزوجها وأولادها في السعودية العربية أو هكذا يجب أن تكون .. أردت يوما زيارة أبنتي أنا وزوجتي والدتها .. قام زوج إبنتي بتقديم الطلب اللازم لمسئولي الجوازات والهجرة هناك .. كانت الإجابة الوالدة يسمح لها بالزيارة أم الأب فلا يسمح له بذلك ..ما هذا؟ .. علي العموم توجهت زوجتي إلي القنصلية السعودية بالأسكندرية وهناك بدأ مشوار العذاب من أجل الحصول علي تأشيرة الزيارة .. طلب العاملون في القنصلة دفع مبلغا كبيرا رسوما لمنح التأشيرة وبصفتنا أخوة في العروبة وأخوة في الدين هل يعقل أن يزور أخ أخيه برخصة أو تأشيرة؟ وهل يجوز أن يحصل منه رسوما كي يزوره في بيته؟ هذا أمر يا سادة ما كنت أعترض عليه لو أنني شبيت في هذا الوطن لم تمتلآ أذناي بسيمفونية العروبة وسيفونية وحدة ما يغلبها غلاب وأمجاد يا عرب أمجاد .. كانت التأشيرة لمدة شهر واحد فقط .. والله لو أن حاتم الطائي .. كريم الكرماء .. العربي الأصيل والذي عاش في القرن الآخيرقبل ظهور الإسلام يعيش الآن بيننا لشعر بالخزي والعار من شأن بخل العرب وشحهم .
أفبعد ذلك تكون للعروبة محلا من الإعراب في لغة الحياة بين العرب .. المفروض أنهم أشقاء وتجمعهم وحدة الدين واللغة والثقافة العربية .. أقول بكل تأكيد أن هذه الكلمة قد شطبت من قواميس اللغة العربية كالمصباح المنير والمختار الصحاح وغيرها ..
إن دول أوربا المختلفة المذاهب الدينية من كاثوليك وبروستانت وأرزموثكس ولا الدين يتحد 27 من هذه الدول في أروع وأعجب إتحاد وتتوحد عملتهم وتتوحد حدودهم ويذهب المواطن الأوربي إلي أي دولة من دول الإتحاد دون ما طلب زيارة أو تأشيرة أو أموال تدفع لذلك .. يذهب المواطن المتحدث بالإنجليزية إلي المواطن المتحدث بالفرنسية أو الإيطالية أو الألمانية أو غير ذلك دون ما عائق او مسئول يتحكم في منحه تأشيرة أو يثقل كاهله بالرسوم الباهظة للتأشيرات .. أستطيع القول أن الإتحاد الأوربي هو الأوروبة بحق وحقيق أما العروبة فهي وهم وخيال وحلم قل أن يزور نائم في منامه في أنحاء الوطن المفكك والذي يسمي ظلما الوطن العربي ..
بقي لي كلمة أخيرة .. رغبت يوما أن أزور الولايات المتحدة الأمريكية فتقدمت للقنصلية الأمريكية في الأسكندرية وبعد ملء الإستمارة اللازمة وبعد أقل من ربع ساعة طلب مني
دفع مبلغ 20 جنيها ( كان هذا في عام 1988 ) وحصلت علي التأشيرة وفي مطار نيويورك منحوني إقامة لمدة 6 شهور .. تصوروا .. ذهبت وزرت نيويورك وعدت وبعد فترة أردت الذهاب ثانية لأزور ولايات أخري فسلكت نفس السبيل وفي هذه المرة أعطاني القنصل الأمريكي تأشيرة لمدة 5 سنوات أغدو وأعود خلالها مرات ومرات . وفي كل مرة يعطوني في مطار الوصول بالولايات المتحدة 6 شهور إقامة ..
لك يا عزيزي القاريء أن تقارن وارجو كتابة تعليق يعكس رؤيتك الكريمة في هذا الصدد . وذلك بالنقر علي كلمة COMMENT أسفل الموضوع وكل موضوع وشكرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق