الثلاثاء، ١٦ أغسطس ٢٠١١

حسني مبارك نجح عسكريا وفشل سياسيا !!!

يردد البعض أن حسني مبارك كان له الفبضل في الإنتصار المحدود في حرب أكتوبر وكأن حسني مبارك هو الذي أتخذ قرار الحرب وهو الذي واجه العدو الإسرائيلي جوا وبحرا وارضا .. وتناسوا هؤلاء عن قصد أن الجيش الذي عبر أكبرمانع مائي في التاريخ وهو نصر بلا أدني شك ..هؤلاء إختزلوا شجاعة وبسالة جيش بأكمله في شخص حسني مبارك إن حسني مبارك كان قائدا للقوات الجوية ولكن كان هناك ريئس أركان القوات الجوية وكان هناك المدربين الذين قاموا بتدريب الطيارين وكان هناك الطيارون الشجعان ثم كان هناك جنود المشاه الذين عبروا المانع المائي والذين تسلقوا جبال  .. الأتربة وكان هناك الجنود الذين قاموا بإزالة هذا المانع المنيع بخراطيم المياه وهي فكرة عظيمة ولولاها ما عبرنا هذا المانع وفي رأي الشخصي ان بطل حرب أكتوبر هو صاحب هذه الفكرة .. إن الحرب يخوضها جيش بأكملة  بعدده وعدته وعتاده فهناك فرق المشاه وفرق المدفعية وفرق الصاعقة وفرق الإمداد والتموين بالإضافة إلي سلاح الطيران وسلاح الدفاع الجوي وقبل كل هذا كان هناك صاحب قرار الحرب وهو البطل  أنور السادات وكان عن يقين بطل السلام وبالسلام وإتفاقية السلام بكامب دفيد   إسترددت  مصر أرضها في سيناء وطابا ومهما قيل عن إتفاقية السلام مع إسرائيل فهي كانت الوسيلة الوحيدة لإسترداد الأرض المحتلة وقد هاجم الكثير من المصريين  إتفاقية كامب دفيد .. أقول لهؤلاء أن رسول الله محمد عليه أفضل الصلوات  والتبريكات قد عقد معاهدة مع الكافرين تسمي معاهدة أو صلح الحديبية لأنه صلي الله عليه وسلم كان في موقف الضعف  فقبل ان يعقد هذا الصلح حتي يستوفي أسباب القوة والمنعة ويأذن الله للمسلمين أن يفنحوا مكة معقل الكفار وقد مني الله عليهم بالنصر المبين .. وكانت معاهدة أو صلح الحديبية في وقتها كانت مهينة بكل المقاييس وقبلها  الرسول عليه الصلاة والسلام ولما كان لنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة فينبغي الأخذ بأسباب القوة من صناعة السلاح ومراكز الأبحاث كي يكون لنا عدتنا وعتادنا .. يومئذ نمزك معاهدة كامب ديفيد ونحارب ونحتل تل أبيب وبذلك نستطيع أن نقول أننا أنتصارنا  ونعود لحسني مبارك الرئيس المخلوع ونقول أنه كان واحدا أو فردا أدي دوره الذي إختاره يوم إلتحق بالكلية الجوية مثله مثل كثيرين . وقول الحق يفرض علينا أن نعترف أنه كان جنديا شجاعا ضمن آلآف الجنود الشجعان من أدني رتبة لأكبر رتبه فكل له دوره المرسوم في خطة الحرب .. ولكن حسني مبارك السياسي كان فاشلا وهذه سمة حكم العسكر عبر التاريخ ولو كان مبارك سياسيا محنكا لكان إستجاب لطلبات الشعب بكل طوائفه وعمل علي  النهوض بالبلاد في كافة المجالات كما فعل أربكان في تركيا التي شهدت نهضة عظيمة خلال عشرة سنوات .اما مبارك فكان يهمل الشعب ويهتم بأمنه هو وليس بأمن مصر والمصريين .. فاستشري الفساد وعم كافة مناحي  الحياة في مصر وزاد علي ذلك إلتصاقه بكرسي الرئاسة لمده ثلاثين عاما ولما بلغ من العمر عتيا أستكثر علي الشعب ان يختار من يحكمه من بعده بل خطط ودبر لوراثة الحكم كأنه ملك الملوك  يرث عرشه من بعده إبنه ولي العهد جمال .. ولو أن مبارك كان سياسيا بارعا  لفعل كما فعل ونستون تشرشل الذي إنتصر علي الرايخ الألماني القوة الرهيبة آنذاك عام 1945 من القرن الماضي وكان تشرشل رئيس وزراء بريطانيا  العطمي ولما إنتهت مدة رئاسته عام 1945 رشح نفسه لرئاسة الوزراء ولكن الشعب أسقطه ولم يقل احد أن تشرشل بطل الحرب العالمية الثانية بل أسقطه الشعب الإنجليزي وعاود تشرشل ترشيخ نفسه عام 1951 ونجح  تشرشل وعاد رئيسا لوزراء بريطانا ولكن في عام 1955 قدم إستقالته من رئاسة الوزراء وكان يوم إستقالته هويوم عيد ميلاده الثمانين .. وأذكر هنا قول الشاعرزهير بن أبي سلمي :
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش xxx  ثمانين حولا لا أبالك يسأم
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله xxx  ولكنني عن علم ما في غد عمي
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب xxx  تمته ومن تخطيء يعمرفيهرمي
ومن لا يصانع في أمور كثيرة xxx  يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

يا ليت هذه الأبيات من الشعر قد قرأها الرئيس المخلوع ربما إستفاق  وربما جنب نفسه المآل المهين الذي آل إليه .. في قفص إتهام في محكمة تحاكمه بتهمة قتل وجرح الآلاف من شعبه الذي صبر عليه  ثلاثة عقود عاشها في ذل وحرمان .. والله المستعان .


تشرشل

كتبه المحاسب / عبد المنعم عمر 

مردودات المبيعات في مصر رحلة شاقة !!!

مردودات المبيعات في مصر رحلة شاقة !!!

تتبني الأنشطة التجارية في مصر شعارا غريبا هو أن البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل وهذا شعارغريب حقا ولا تجده إلا عندنا في مصر وللإنصاف نجد فيما ندر بعض الأنشطة التجارية التابعة للقطاع الخاص تسمح باستبدال السلعة المباعة اذا كان فيها عيب جوهري  ويتم ذلك بعد تحقيق واستجواب المستهلك  ومطالبته بابراز الإيصال الدال علي دفعه القيمة وأن هذه السلعة تخصه ولا تخص متجر آخر وهذا لا إعتراض عليه  وفي الغالب الأعم لا يسمح بإرجاع السلعة أو إستبدالها وعلي المستهلك  أن ( يشربها )  صاغرا وطبعا  كثير من المستهلكين المصريين لا يحتفظون بهذا الإيصال ولأن ثقافة الخدمة غائبة في الأنشطة في مصر كما ذكرت في مقال سابق فإن خدمة  مردودات المبيعات غائبا أيضا  ,  ولقد تبنت  الأنشطة  التجارية في أمريكا وأوربا حتي في الدول العربية مثل السعودية والكويت والإمارات وغيرها , تبنت مقولة أن المستهلك ملك  وقامت هذه الدول بترسيخ مبدأ ثقافة الخدمة لخدمة هذا الملك وقد شاهدت بأم عيني كيف يستقبل ويعامل المستهلك الذي يريد إرجاع سلعة قد اشتراها , ودعني ِأقدم لكم مشهدا من هذه المشاهد المكان : قسم خاص في محلات السوبر ماركت  Supermarkets او الدبارتمنت ستور Department Stores    وهذه الأخيرة تبيع سلع التسوق من ملابس وأحذية والمفروشات  والأجهزة الكهربائية والكماليات وتقريبا كل شيء حتي العدد والآت مثل سلسلة محلات Sears  بالولايات  المتحدة الأمريكية  , هذا القسم خصص لإستقبال العملاء الذين يرغبون في  إرجاع او رد سلع قد إشتروها ولم يمضي علي شرائها شهر وهي المدة المسموح بها برد قيمة السلعة المرتجعة أو استبدالها بأي  سلعة أخري , الآن دعني أصور المشهد :أهلا بك أي خدمة في إستطاعني تقديمها لك ؟
أريد إرجاع هذا القميص من فضلك
معك الإيصال
نعم 
تريد رد القيمة أو إستبداله بسلعة أخري
 أريد رد القيمة لو سمحت
تفضل بوضع اسمك وعنوانك علي هذا الإيصال ثم وقعه لو سمحت .. يقوم المستهلك بكتابة اسمه وعنوانه ويوقع لزوم الأعمال المحاسبية
تفضل القيمة وشكرا لك
لاحظنا في هذا الحوار أن العامل أو العاملة لم تسأل عن سبب الترجيع أو الرد , أما في حالة عدم وجود إيصال هنا يكون الرد النقدي غير متاح بل إستبدال السلعة بسلعة أخري متاح دائما وأنا  شخصيا قد استبدلت حذاء قد اشتريته من احد المحلات في مدينة بروكلين Brooklyn في ولاية نيويورك New york وقد تلف بعد أكثر من ستة أشهر وتوجهت لذات المحل ولم يكن معي إيصال فأشارت علي البائعة أن أبدله بحذاء آخر وفعلا أخترت  حذاء غيره جديد لذلك قد عدت الي هذا المحل واشتريت منه 6 أجواز من الأحذية عند زيارتي  لمصر بعد فترة قصيرة من هذا الذي حدث  , فما الذي جعلني أعود وأشتري من هذا المحل بالذات رغم مئات المحلات التي تبيع  الأحذية في هذه المنطقة ,,, إن الذي جعلني أعود إلي هذا المحل عاملين  أولهما إبتسامة البائعين والبائعات عندما يواجهون عميلا  أو مشتر والعامل الثاني هو جودة المنتج وضمان إرجاعه وصرف قيمته أو إستبداله بآخروبعبارة أخري أن الذي دفعني إلي العودة  والشراء من هذا المتجر بالذات هو ثقافة الخدمة التي تتبناها كل الأنشطة في الولايات المتحدة الأمريكية .
إن ثقافة الخدمه هي التي تزيد المبيعات لأي متجر وبالتالي تعظم أرباحه .. والمتاجر هناك تعتبر خدمة العميل هي الإعلان الفعال  لجذب مزيد من المستهلكين في سوق تنافسية رهيبة يبقي فيها من يستطيع تقديم كافة الخدمات للمستهلك وهي ما  تعرف بخدمات بعد البيع وهذه السياسة هي أحد دعائم إستراجية الترويج  Promotion التي تطبقها إدارات التسويق في المشروع أيا كان إن سياسة الفهلوة هي السياسة السائدة في مصر بكل أسف وبمجرد ان يتم بيع  السلعة ويذهب العميل فلا علاقة للمحل بهذا العميل بعد ذلك وهو ما يعرف بعبارة المعاملة بالمفارقة ويا سوء حظه إذا كانت السلعة معيبة ويريد إسترداد نقوده هنا قد يهان او يضرب إذا أصر علي طلب قيمة السلعة , أما في المحلات الكبيرة التي تبيع السلع الكمالية أو الإليكترونية  فهي تتبني شعارا كاذبا إسمه  خدمة ما بعد البيع , هذا الشعار شعار كاذب مفتري عليه وأن وجدت هذه الخدمة المزعومة فهي بمقابل أما الضمانات التي  يطلقها البائعون وشهادات الضما لمدد مختلفة التي يصدرونها عند شراء المستهلك للسلعة فهي كلام  فارع من مضمونه ووهم وخيال ولي مقال سابق في هذا الخصوص في مدونتي هذه بعنوان " شهادات ضمان السلع وهم يروج له البائعون في مصر " نعود الي مسألة  مردودات المبيعات هي جزء لا يتجزأ من عملية البيع او الشراء ولا يخلو دفتر اليومية في أي منشأة من قيد او تدوين مردودات المبيعات كقيد مدين في المعالجة المحاسبية  وفي تقديري أن هذا القيد المحاسبي لم يعيد إلا قيدا علي المستهلك كي لا يقوم برد او إرجاع أوإستبدال السلعة وذلك كله بسبب غياب ثقافة الخدمة وإمتهان  المستهلك ووقوعه فريسة لدي جشع النشاط التجاري في مصر ووقوفه وحيدا فريدا في هذا الميدان لا سلاح له ولا جمعية تحميه وإن وجدت فهي جمعية غير فعالة لحماية المستهلك وقبل كل ذلك لا أخلاق ولاخوف من الله .. وأرجو ألا أكون أطلت عليكم وشكرا لكم علي قراءة مقالي هذا .

كتبه المحاسب / عبد المنعم محمد عمر