يردد البعض أن حسني مبارك كان له الفبضل في الإنتصار المحدود في حرب أكتوبر وكأن حسني مبارك هو الذي أتخذ قرار الحرب وهو الذي واجه العدو الإسرائيلي جوا وبحرا وارضا .. وتناسوا هؤلاء عن قصد أن الجيش الذي عبر أكبرمانع مائي في التاريخ وهو نصر بلا أدني شك ..هؤلاء إختزلوا شجاعة وبسالة جيش بأكمله في شخص حسني مبارك إن حسني مبارك كان قائدا للقوات الجوية ولكن كان هناك ريئس أركان القوات الجوية وكان هناك المدربين الذين قاموا بتدريب الطيارين وكان هناك الطيارون الشجعان ثم كان هناك جنود المشاه الذين عبروا المانع المائي والذين تسلقوا جبال .. الأتربة وكان هناك الجنود الذين قاموا بإزالة هذا المانع المنيع بخراطيم المياه وهي فكرة عظيمة ولولاها ما عبرنا هذا المانع وفي رأي الشخصي ان بطل حرب أكتوبر هو صاحب هذه الفكرة .. إن الحرب يخوضها جيش بأكملة بعدده وعدته وعتاده فهناك فرق المشاه وفرق المدفعية وفرق الصاعقة وفرق الإمداد والتموين بالإضافة إلي سلاح الطيران وسلاح الدفاع الجوي وقبل كل هذا كان هناك صاحب قرار الحرب وهو البطل أنور السادات وكان عن يقين بطل السلام وبالسلام وإتفاقية السلام بكامب دفيد إسترددت مصر أرضها في سيناء وطابا ومهما قيل عن إتفاقية السلام مع إسرائيل فهي كانت الوسيلة الوحيدة لإسترداد الأرض المحتلة وقد هاجم الكثير من المصريين إتفاقية كامب دفيد .. أقول لهؤلاء أن رسول الله محمد عليه أفضل الصلوات والتبريكات قد عقد معاهدة مع الكافرين تسمي معاهدة أو صلح الحديبية لأنه صلي الله عليه وسلم كان في موقف الضعف فقبل ان يعقد هذا الصلح حتي يستوفي أسباب القوة والمنعة ويأذن الله للمسلمين أن يفنحوا مكة معقل الكفار وقد مني الله عليهم بالنصر المبين .. وكانت معاهدة أو صلح الحديبية في وقتها كانت مهينة بكل المقاييس وقبلها الرسول عليه الصلاة والسلام ولما كان لنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة فينبغي الأخذ بأسباب القوة من صناعة السلاح ومراكز الأبحاث كي يكون لنا عدتنا وعتادنا .. يومئذ نمزك معاهدة كامب ديفيد ونحارب ونحتل تل أبيب وبذلك نستطيع أن نقول أننا أنتصارنا ونعود لحسني مبارك الرئيس المخلوع ونقول أنه كان واحدا أو فردا أدي دوره الذي إختاره يوم إلتحق بالكلية الجوية مثله مثل كثيرين . وقول الحق يفرض علينا أن نعترف أنه كان جنديا شجاعا ضمن آلآف الجنود الشجعان من أدني رتبة لأكبر رتبه فكل له دوره المرسوم في خطة الحرب .. ولكن حسني مبارك السياسي كان فاشلا وهذه سمة حكم العسكر عبر التاريخ ولو كان مبارك سياسيا محنكا لكان إستجاب لطلبات الشعب بكل طوائفه وعمل علي النهوض بالبلاد في كافة المجالات كما فعل أربكان في تركيا التي شهدت نهضة عظيمة خلال عشرة سنوات .اما مبارك فكان يهمل الشعب ويهتم بأمنه هو وليس بأمن مصر والمصريين .. فاستشري الفساد وعم كافة مناحي الحياة في مصر وزاد علي ذلك إلتصاقه بكرسي الرئاسة لمده ثلاثين عاما ولما بلغ من العمر عتيا أستكثر علي الشعب ان يختار من يحكمه من بعده بل خطط ودبر لوراثة الحكم كأنه ملك الملوك يرث عرشه من بعده إبنه ولي العهد جمال .. ولو أن مبارك كان سياسيا بارعا لفعل كما فعل ونستون تشرشل الذي إنتصر علي الرايخ الألماني القوة الرهيبة آنذاك عام 1945 من القرن الماضي وكان تشرشل رئيس وزراء بريطانيا العطمي ولما إنتهت مدة رئاسته عام 1945 رشح نفسه لرئاسة الوزراء ولكن الشعب أسقطه ولم يقل احد أن تشرشل بطل الحرب العالمية الثانية بل أسقطه الشعب الإنجليزي وعاود تشرشل ترشيخ نفسه عام 1951 ونجح تشرشل وعاد رئيسا لوزراء بريطانا ولكن في عام 1955 قدم إستقالته من رئاسة الوزراء وكان يوم إستقالته هويوم عيد ميلاده الثمانين .. وأذكر هنا قول الشاعرزهير بن أبي سلمي :
يا ليت هذه الأبيات من الشعر قد قرأها الرئيس المخلوع ربما إستفاق وربما جنب نفسه المآل المهين الذي آل إليه .. في قفص إتهام في محكمة تحاكمه بتهمة قتل وجرح الآلاف من شعبه الذي صبر عليه ثلاثة عقود عاشها في ذل وحرمان .. والله المستعان .
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش xxx ثمانين حولا لا أبالك يسأم
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله xxx ولكنني عن علم ما في غد عمي
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب xxx تمته ومن تخطيء يعمرفيهرمي
ومن لا يصانع في أمور كثيرة xxx يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
تشرشل
كتبه المحاسب / عبد المنعم عمر