تذكرة لمن ينادون بإقامة الخلافة الإسلامية
فكرة رائعة ولكن بشرط ان تكون الخلافة المطلوبة هي خلافة رشيدة اوخلافة عمر بن عبد العزيز وليست خلافة عبد الملك بن مروان والذي ضربت في عهده الكعبة بالمجانيق مرتين علي يد صنيعه الحجاج بن يوسف الثقفي ولا نريد خلافة كخلافة يزيد بن معاوية أو يزيد بن عبد الملك او ابنه الوليد ابن يزيد الفاسق المارق أو خلافة أبو العباس السفاح وأخيه أبي جعفر المنصور .. أبو العباس السفاح سمي بالسفاح من كثرة ما قتل من بني أمية هذا والذين يقدرون بالآلاف وفي قصره قتل العديد من بني أمية ثم مد بساط علي جثث القتلي وأقام مأدبة طعام حضرها أتباعة ومؤيديه وراحوا يتناول أشهي الطعام فوق جثث القتلي دون رحمة أو وازع من ضمير أو إحترام لحرمة الموتي .. مات أبو العباس السفاح وأتي وليه عهده أخوه أبو جعفر المنصور وسار هذا علي نهج أخيه أبي العباس السفاح وزاد عليه عندما قتل بنفسه وبسيفه أبي مسلم الخرساني عندما دعاه إلي قصره للتشاور بعد أن غضب منه بسبب توزيع المغانم في آخر حرب خاضها أبو مسلم ضد فلول بني أمية ونكس عهده له بالأمان .. ثم نكس عهده فيما يتعلق بولاية العهد .. وكانت بيعة ولاية العهد في زمن أبي العباس السفاح لعيسي بن موسي وليا للعهد من بعد أبي جعفر المنصور ولكن أستكتر أبو جعفر المنصور أن يكون عيسي بن موسي خليفة من بعده فخلعه بعد أن وضع السيف علي رقبة إبن عيسي بن موسي وخيره أبو جعفر بين حياة إبنه أو التنازل عن ولاية العهد لإبنه المهدي الذي ولي الخلافة بعد وفاة أبيه أبي جعفر المنصور عام 158 هـ \775 م. نعود إلي أشكال الخلافة التي نرفضها ونقول لسنا في حاجة إلي خلافة كمثل التي كانت للخليفة المستعصم آخر خلفاء بني العباس الذي تمادي في لهو وجهله بالسياسة وولعه بالرقص والغناء من بنات حواء وترك أمور الخلافه لوزيره إبن العلقمي في الوقت الذي وصل المغول فيه إلي حدود بغداد ولم يسع الخليفة المستعصم إلا أن يرسل إبنه للتفاوض مع هولاكو زعيم المغول فطلب منه هولاكو حضور الخليفة وأفراد أسرته لطلب العفو فستجاب الخليفة إلي طلبه وذهب هو وأفراد أسرته الي معسكر المغول فقتلهم هلاكو جميعا ودخل بغداد وقتل ثمانين ألفا من المسلمين أكتظت بجثثهم شوارع بغداد حتي أن جنود المغول إنسحبوا من بغداد هربا من رائحة الجثث المتعفنة دخل هولاكو بغداد فوجد حوض من الذهب الأحمر الخالص في ساحة القصر.. يقول المؤرخ الهمذانى "وقصارى القول ان كل ما كان خلفاء بنى العباس قد جمعوه خلال خمسة قرون وضعه المغول بعضه فوق بعض فكان كجبل على جبل أمر هولاكو بإحصاء نساء الخليفة فتبين ان لجلالته (750) زوجة وما يزيد عن ألف خادمة، فوزع هولاكو النساء على ضباطه وجنوده وقطع راس الخليفة ولعب جنوده برأس الخليفة على شواطىء دجلة وهكذا إنهارت الخلافة العباسية عام 1258 ميلاديا أننا لا نريد خلافة كمثل تلك التي كانت في الإندلس في زمن أستعان فيه بعض الخلفاء بالفرنجة للإستقواء علي بعضهم البعض حتي ضاعت الأندلس بعد أن مكث بها المسلمون خمسمائة عام وعام , وأخيرا وليس آخرا لا نريد خلافة كخلافة السطان عبد المجيد العثماني في الأستانة والذي أغرق الخلافة العثمانية في حرب ضروس أنضم فيها إلي جانب الرايخ الألماني وأدت الحرب إلي خسارة ألمانيا والدولة العثمانية التي كانت تمثل الخلافة الإسلامية في ذلك الحين وتمخضت هذه الحرب عن فقدان العديد من البلدان الإسلامية التي كانت خاضعة للخلافة العثمانية وتقسمت هذه البلدان علي منتصري الحرب بريطانيا وفرنسا إن الخلافة بالتوريث كالجموريات بالتوريث في عصرنا الحديث كنت أود أن يستمر نظام الخلافة بالشوري ولكن سامح الله عمرو بن العاص وأبو موسي الأشعري ومن خلفهم معاوية الذين منحوا الخلافة لمن لا يستحق نتيجة دهاء عمرو بن العاص ووداعة أبي موسي الأشعري إن الحاجة ملحة لأن ينصر كل منا الله حتي ينصره ونصرة الله بالصدق والحب فيما بين المسلمين والأخذ بأسباب القوة والعلم لاسيما أننا أمه أقرأ ولكن للأسف لا أحد يقرأ وقتها يوفي الله وعده ({إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ }آل عمران160 ) صدق الله العظيم .
كتبه الكاتب المحاسب / عبد المنعم محمد عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق