إنه لعار علي مصر أن تحرق فيها كنيسة في عهد ثورة 25 يناير 2011 ما زلت علي يقين أن الشغب الذي حدث في إمبابة ونتج عنه حرق كنيسة ماري مينا والذي أودي بحياة خمسة عشرة من
المواطنين وأكثر من مائة جريح .. هذا الذي حدث هو عمل إجرامي وليس فتنة طائفية .. القائلون بأنها فتنة طائفية لا يدركون المعني عن قصد او دون قصد .. إن الفتنة الطائفية في الحقيقة تعني بالدرجة الأولي الحرب بكل أوزارها بين طائفتين في البلد الواحد كل منهما يدين بدين أو عقيدة تخالف الطائفة الأخري ... إن حوادث الشغب التي تطفو من آن لآخر علي سحح مصر المحروسة بين الأخوين المسلم والمسيحي هي أعمال إجرامية قام بها مأجورون من جهات لها مصلحة في إثارة الشغب وهذه العناصر هي نفسها التي كانت تقوم بأعمال الشغب أثناء الإنتخابات وهي التي تقوم الآن بالعزف عل وتر الدين وتحريض البسطاء من المسلمين مرة بحكاية كاميليا ومرة أخري بحكاية عبير وهؤلاء يقتادون بالعاطفة الدينية إلي أعمال الشغب والإجرام من تفجيرات وحرق للكنائس وهؤلاء المحرضون المأجورون هم أعوان النظام السابق أما البسطاء الذين ينقادوا وراء التحريض السافر ... هم أناس لا يعقلون ولا يسمعون كما جاء في الآية الكريمة رقم 10 من سورة الملك " وقالوا لو كنا نعقل او نسمع ماكنا في اصحاب السعير " هؤلاء لا يعرفون أن الرسول محمد صلي الله عليه وسلم قد إستقبل وفدا مسيحيا من نجران أتي للتباحث مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، ودراسة دلائل نبوته .. قدمَ هذا الوفد المسيحيُّ المدينة ودخلُوا المسجد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فسلموا عليه فرد عليهم السلام واحترمهم، وقبلَ بعض هداياهم التي أهدوها اليه صلي الله عليه وآله، ثم إن الوفد - قبل ان يبدأوا مفاوضاتهم مع النبي صلّى
اللّه عليه وآله قالوا: إن وقت صلاتهم قد حان واستأذنوه في أدائها، وأراد الناسُ منعهم ولكن رسول الله صلي الله عليه وآله
اذن لهم وقال للمسلمين: دعوهم ... فاستقبلوا المشرق، فصلّوا صلاتهم ( المرجع السيرة الحلبية ج 3 ص 212 ) ولما كان لنا في رسول الله أسوة حسنة فينبغي علي كل مسلم أن يتحلي بأخلاق خاتم الأنبياء محمد صلي الله علية وآله وهو الذي أوصانا بقبط مصر صلي الله عليه وآله .. إن إقتحام كنيسة الكشح وإقتحام وإحراق كنيسة ماري مينا في إمبابة وما حدث من قبل في كنيسة القديسين في الأسكندرية في ليلة رأس السنة لعام 2011 إن هذه الغوغائية والفوضوية هي نتاج غياب تطبيق القانون وغياب الأمن بعد ثورة 25 يناير وحتي قبل 25 يناير كان الأمن لخدمة الحاكم وحاشيته الفاسدة لا لخدمة المواطنين دافعي الضرائب .. إن ثورة 25 يناير 2011 التي يرجع الفضل في إنجاحها الي شباب مصر من مسلمين ومسيحيين حيث كان الرصاص الغاشم الذي أطلقه أعوان النظام السابق علي المتظاهرين السلميين بأوامر من السفاح حبيب العادلي .. كان هذا الرصاص لا يفرق بين المسلم والمسيحي وسالت الدماء زكية وتمازجت وروت شجرة الحرية الوارفة .. أفا بعد ذلك نحرق كنائسهم والله الذي لا إله غيره .. لقد حرقوا قلوبنا نحن المسلمين كما حرقوا قلوب أشقائنا المسيحيين .. أقسم بالله أنه لعار علي مصر أن تحرق فيها كنيسة ولو واحدة ... إن التاريخ لن يغفر لأولئك الخونة الذين قاموا بهذه الأعمال الدنيئة وسوف تتطهر مصر من كل هؤلاء باحكام القانون الرادعة وبعودة رجال الأمن لحماية المواطنين بكافة طوائفهم .. حمي الله مصر ونشر الحب والسلام بين أبنائها ,, وتذكروا دائما قول الله تعالي
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ )آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ
مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ) سورة المائدة .. آية 82 ...وتذكروا أيضا أن الله محبة
كتبه محاسب / عبد المنعم عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق